الأربعاء، 18 مارس 2009

ليبانون فايلز: شاعرات لبنانيات.. تمردهن مشحون بالجرأة والصخب

أقام المجلس الثقافي لجنوب لبنان أمسية شعرية موسيقية للأصوات النسائية الشابَّة، احتفاء باليوم العالمي للمرأة، شاركت فيها خمس شاعرات هنَّ: لوركا سبيتي وإنعام فقيه وسوزان تلحوق وجميلة حسين وسمر الأمين، ورافقهن موسيقياً الفنانان شادي ملاعب على العود، وريبال ملاعب على الكمان، في حضور عدد كبير من الشعراء اللبنانيين ومتذوقي الشعر والفن.

الشاعرات الخميس ألقين، كل منهن على حدة، قصائد من كتبهن المختلفة، وكان الجامع المشترك بين هذه القصائد نبرة التمرد والندم والاعتراض، النزعة الحادة نحو حرية القول والتفكير، تفادي مزيد من الخسارات في الحب، والرغبة في فهم أعمق للذات والتصالح معها، لقد تملكت قصائد الشاعرات غواية العشق واللذة، غواية الجنس كشرط من شروط التعبير العاطفي والوجداني، وتظهر من عناوين القصائد مكنونات السرد المشحون بالصخب، مثل «لا تعش في الانتظار»، «لستُ امرأة وحيدة»، «رائحة خمر وقصيدة تنتحب»، و«حنين حورية».

واستهلت الشاعرة سوزان تلحوق الندوة بقصائد من مجموعتيها «إلى أن ألتقيك» و«لستُ امرأة وحيدة» الصادرة حديثاً عن «دار الساقي» في بيروت، وقدَّم لها الشاعر والناقد إسكندر حبش قائلاً: تُقيم الشاعرة في عالمين، عالم غائب وآخر حاضر، وبين هاتين المحاولتين ثمة مساحة لقول الوجع والانهيار، وأيضاً ثمة مسافة لقول الحب والأمل والتماسك. وتظهر هذه الثنائية في شعر تلحوق جليَّة في مقطع من إحدى قصائدها: «لستُ امرأة وحيدة / لست امرأة لكل الرجال/ وليسوا كلهم رجالاً لي/ لستُ امرأة وحيدة/ بل أنوثتي تدَّعي الرجولة»، ويفيض منسوب العشق في قصيدة أخرى لها بعنوان «فيضان مدينة وقلم».. «مثواي الأخير أنت/ أنتقل إلى رحمتك تعالي/ أريدك أن تنثر كلماتي ثم تداعبها».. وأيضا في «يقظة منتصف عمر/ ليت أمي حين ولدتني خصت قلبي».
وألقت الشاعرة لوركا سبيتي عدداً من ديوانها الأول «أنت لي الآن تحرر» و«عند أول مرسى»، واستبقت الشعر بكلمة قالت فيها «أشعر أنني لم أبدأ بعد في كتابة الشعر، وما نشرته هو مقدمة التماسية لما يمكن أن أكتبه وأن أخطوه في دنيا القصيدة، أنا أطمح إلى ولادة حقيقية تحمل بصمات شعرية دامغة تستمر لعصور آتية، أرغب في الارتقاء بشعري إلى قضايا الإنسان والإنسانية، ُأعبِّر عن هموم الوجود بلسان المفكر وليس بالضرورة بلسان أنثوي صرف». وختمت بعدد من القصائد التي تحمل أسئلة حول العدم، «لا شيء يخيفني كالموت/ سوى أنكم تذكرونه دائماً/
لا شيء يربطني به سوى حياتي»..

جميلة حسين صاحبة المجموعتين الشعريتين «اغتيال أنثى» و«كي لا أنام على رصيف العمر»، ألقت مجموعة قصائد، قدَّم لها الكاتب والشاعر جورج جرداق بكلمة قال فيها: «إن أصحاب الموهبة التي تؤدي إلى تقديس الحياة يكثرون في صفوف الحسناوات، أو القصائد التي تلبس أجساداً أنثوية، ومن بينهن الشاعرة جميلة حسين».
وألقت الشاعرة إنعام فقيه عدداً من القصائد التي تحمل مضموناً جريئاً ولغة عابرة للقيود، وتشي بتلقائية في الإفصاح عن مكنونات النفس، وما يعتمل فيها من حزن وفقدان وألم: « في خريف العمر/ مَن ذاك الطارق بابي كنوبة سعال حاد»...
واختُتمت الندوة بقصائد للشاعرة سمر الأمين التي ألقت للمرة الأولى وبصوت مسموع قصائد حب ولقاء ووعد.
قدم للأمسية أمين سر المجلس الثقافي لجنوب لبنان المحامي شادي بزي، وركز على «الدور النضالي للمرأة اللبنانية عبر التاريخ سعياً وراء حقوقها المشروعة كاملة غير منقوصة»، وأكد ضرورة تحلي المرأة بالجرأة والقوة في الإفصاح عن أفكارها، والإعراب عن مشاعرها في لغة الإبداع المضيئة شعراً وفناً، ومتابعة نضالها الفعَّال، واعتبر «أن كل يوم من أيام السنة هو مساحة زمنية للعمل المنهجي الدؤوب لتحقيق المساواة بين مكوني المجتمع البشري»، وشدد على «ضرورة تقديم الدعم المتواصل لمطالب المرأة وحقها في المساواة بينها وبين الرجل».

(أوان)
اخبار ثقافية و فنية-- ليبانون فليلز
http://lebanonfiles.com/news_desc.php?id=85785

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق