الاثنين، 11 مايو 2009

الأخبار: نساء في السجن: هدوء في انتظار الشمس

ليس هناك أشغال شاقة في سجن بربر الخازن للنساء (بيروت)، ولا تتعدّى العقوبة هناك حتجاز الحرية، لكن رغم الجو الودود الذي يسم علاقة إدارة السجن بنزيلاته، فإن الخروج إلى الضوء، هو كل ما يشغل بال تلك السجينات

كانت منى تتجه بهدوء نحو مدخل سجن بربر الخازن، في بيروت. تحمل في يدها التجاعيد، وأكياساً من كرتون. بدت متلهّفة للقاء أحد ما في الداخل، وكأنها تتسابق مع خطواتها إلى الباب. كانت في طريقها لزيارة إحدى صديقاتها الإثيوبيات التي تعرّفت إليها عندما كانت نزيلة هذا السجن أيضاً. نيكي، السمراء، الضئيلة البنية، كانت تنتظرها، رغم أن ذلك النهار كان عيد الأم، ما لم يسمح لها بلقاء صديقتها اللبنانية إلا من خلف القضبان الحديدية العازلة كالمعتاد. القضبان التي تفوق جدران السجن نفسها صلابةً، لكونها مركّبة من طبقتين تشبهان الفولاذ أكثر مما تشبهان الحديد. مرّ عيد الأم مرور الكرام على نيكي، فأمّها في إثيوبيا، والزائرة صديقة قديمة وحسب. مهما كان الاجتهاد كبيراً في شرح مفهوم الصداقة، وتصنيفها كمحاولة أمومة، يبقى الاجتهاد ناقصاً. نيكي همست لنا: «وينو ماما أنا». تشتاق إلى أمها وتكاد عينها السوداء أن تطلق دموعاً. تسلّمت أغراضها، وبصمت لا يفوقه حزناً إلا ابتسامتها البطيئة، عادت إلى غرفتها الضيقة. في الخارج، كانت الأمهات والابنات، ينتظرن مقابلة الأقارب. لا يخرق هدوء سجن النساء شيء، إلا ضجيج يصيبه ثلاث مرات في الأسبوع، من التاسعة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر: موعد المقابلات. في عيد الأم كان الأمر مختلفاً، فقد أتت بعض النسوة من الاغتراب لزيارة بربر الخازن.

وفي التسمية، إشارة واضحة إلى أن للسجينات جيراناً. تجاورهن في محل إقامتهن المؤقت عدة أجهزة أمنية، فهناك، مركز لرئيس شرطة بيروت القضائية، ومكتب لفرع المعلومات، إضافة إلى جهاز أمن السفارات. وفي الحديث عن أمن السفارات، يبدو الأمر طريفاً بالنسبة إلى السجينات، فقد يفاجأ زائرهن للمرة الأولى، بأن معظمهن من جنسيات أجنبية. إحدى السجينات السوريات، حظيت بلقاء أمها. سمح اقتراب المسافة بين لبنان وسوريا لهما باللقاء، الأمر الذي لم يُسعف سجينات أخريات من التابعيتين الإثيوبية والسرلانكية. حدث ذلك اللقاء، في قاعة مديرة شؤون السجن في مناسبة عيد الأم آنذاك، وسمحت النيابة العامة به استثنائياً، فالحياة في السجن مختلفة تماماً في الأيام العادية، رغم ما تحظى به السجينات من أفضلية في المعاملة عن نزلاء السجن المركزي في رومية مثلاً.

أولئك السجينات لا يبصرن الشمس إلا ثلاث مرات في الأسبوع، في باحة طويلة، وليست عريضة. لكن تصميم السجن ترك لهنّ فسحةً لسرقة بعض ضوئها، إذ يتسلل القليل منه نحو غرف بعضهن المحاذية «لباحة الكزدورة»، التي كانت لافتةً قلة عدد الحارسات فيها، على عكس سجون الرجال. ويلحظ الداخل إلى بهو السجن، التقارب بين غرف الحارسات وغرف السجينات. حتى في التصميم الداخلي، الفارق ليس كبيراً. أَسرّة السجينات من طبقتين، والمساحة بينها شبه معدومة، أما أسرّة الحارسات فمشابهة لها، إلا أنها ليست من طبقات. التلفاز كبير في غرفة الحارسات، على عكس الموجود في غرفة السجينات، الذي لا يلتقط إلا المحطات المحلية (قدمت الحركة الاجتماعية هبةً عبارة عن ثمانية أجهزة تلفاز). النظافة والترتيب، الصفتان الأنثويتان، تحرسان المكان، ابتداءً من الممر المؤدي إلى الغرف (لا يتجاوز عرضه مترين، وطوله نحو 150 متراً تقريباً)، مروراً بالغرف عينها، وانتهاءً بساحة الشمس، التي تتسرّب منها الأشعة الذهبية عنوةً، بين الثُّغر في السقف الحديدي (الشباك). حتى أشعة الشمس، تصل ناقصة، الأمر الذي لا يثير ريبة إحدى السجينات هناك منذ دخولها، سائلةً: «من قال إننا نطير؟»، على اعتبار أن الهروب صعوداً إلى السماء أمر مستحيل، ثم تمازحنا، فتشير بإصبعها إلى الجهة الخلفية، «من يُرد الهرب يهرب من هناك»، وبالفعل تلاصق السجنَ مبانٍ سكنية قريبة.

لا تشنّج في السجن، وفقاً لما يؤكده المسؤولون الأمنيون يسود جوّ حقيقي من الإلفة بين إدارة السجن، وحبيسات الجدران الملوّنة باللون الباج، اللواتي يتكوّن أغلبهن من الموقوفات على ذمة التحقيق، أي غير الخاضعات للأحكام. يتحكّم النظام في سير الأمور، وتعرف كل سجينة وجهتها، من اسمها المكتوب على باب الغرفة. وبالمناسبة، تتعمّد إدارة السجن فصل السجينات من الجنسية الواحدة بعضهن عن بعض، أو حتى من صاحبات الجنايات المتشابهة (سرقة، قتل، دعارة، إلخ...) حتى لا يُنشئن «كانتونات» وتزداد مطالبهن، أو رغباتهن في التمرد، كما يقول مسؤول أمني هناك. تفتح إحدى الحارسات باب إحدى الغرف، وندخل معها إلى الظلام. الكثير من الكتب، والجنسيات. تضحك مريم (اسم مستعار) إحدى السجينات: «صحافة؟» تسأل. لم يدخل بشر إلى غرفتها إلّا الأمن منذ زمن، ولا ترى بشراً سوى بعض رجال الدين الذين يزورون المكان أحياناً، تبعاً لبرنامج ترتّبه إدارة السجن، بالتنسيق مع المرجعيات الدينية الرسمية، وبعض الجمعيات الخيرية. تشير مريم إلى بعض البالونات الحمراء، وقد كُتب عليها اسمان: فرح وروزي. والأخيرتان، هما سجينتان خرجتا إلى الحرية قبل يومين. «تعوّدنا عليهما» تضيف بتأثر. أما عن الحارسات، فتقول «كتير مناح». في آخر الغرفة، ترفض الفتاتان السمراوان الحديث، وتهربان من عدسة الكاميرا. في غرفة أخرى، تجلس سارة (اسم مستعار) تلهو بورق اللعب، مع صديقة فيليبينية على سرير الأخيرة، ففي بربر الخازن لكل سجينة سرير، وليس على غرار رومية. ترفض سارة الحديث في البداية، ثم تسحب من تحت وسادتها، صوراً لأولادها. وبطريقة مفاجئة تدخل زينب إلى الغرفة. كانت في كامل أناقتها، تمضغ علكة في فمها، ويلفتها وجود رجال في سجن النساء، فتسأل ضاحكة «من أنتم؟»، قبل أن تطلب منا أن نذكر أنها لم تحصل على وقتها الكافي في لقاء أختها خلف القضبان.

بالقرب من تلك الجدران، يرزح مطبخ السجن. مرتّب بعناية، وتهتم به كل سجينة على أنه «مطبخ بيتها». وإلى جانبه، مشغل السجن، الذي تسهم «الحركة الاجتماعية» في إعداده. أغراض مبعثرة في كل مكان، داخل هذا المشغل، وآثار عاملات حقيقيات، من نتاج كدّهنّ اليومي. بيد أن السقف الحديدي هناك، المبتكر أخيراً، لا يزال يسرّب الماء على رؤوس العاملات، وتالياً على مرشدات الحركة الاجتماعية، رغم تكلفته الباهظة (13 ألف دولار أميركي) كما يؤكد مسؤول في إدارة السجن. ويعاني المبنى مشكلة أساسية، حيث لا يمكن بناء جدار جديد عوضاً عن السقف الذي اختُرع لتفادي الأزمة، فذلك يتطلب إعادة النظر في تصميم المبنى من أساسه. وفي سياق متصل، أكد المسؤول الأمني أن قائد شرطة بيروت، الذي يخضع السجن لإمرته مباشرةً (على عكس السجون الأخرى الخاضعة لقيادة الدرك)، كان متجاوباً جداً في الزيارات الأربع التي قابل إدارة السجن فيها، إلا أن غرفة مرشدات الحركة الاجتماعية ما زالت حارقة من شدة الرطوبة، ولا يزال السقف يسرّب الماء على رؤوس السجينات. الماء الآتي من السماء، التي ينتظرن رؤيتها كاملةً بعد انتهاء مدة أحكامهن، بلا خطوط تفتعلها الشباك العازلة قسراً.

السنيورة آخر الزائرات
تعدّ زيارة عقيلة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، السيدة هدى السنيورة، آخر زيارة رسمية لشخص مسؤول، وكانت يوم الاثنين 21 نيسان، من العام الفائت، علماً أن ثكنة بربر الخازن (سجن النساء في منطقة فردان ـــــ بيروت) كانت المحطة الثانية للسنيورة، إذ تفقّدت سجن بعبدا (للنساء أيضاً) في الصباح. مثّل الأمر لفتة إيجابية تلقّفتها السجينات آنذاك، في مكانهن الذي يفتقر إلى رموز الحياة الطبيعية. وإلى جانب السجينات، استقبل قائد سرية بيروت الإقليمية الأولى المقدم جوزف كلاس السنيورة حينها، وجالت على غرف الموقوفات مطّلعة على أوضاعهن، ثم أعطت توجيهاتها إلى المعنيين لتأمين ما يلزم السجينات، ومعاملتهن بلباقة. بيد أن هذه الزيارات لمسؤولين رسميين، تقلّصت لتوشك على الانقراض منذ ذلك الحين. استعاد السجن رتابة الروتين بعد انتهاء زيارة زوجة رئيس الحكومة. روتين لا تهزّه سوى حركة دخول السجينات وخروجهن، اللواتي تشير المصادر الأمنية إلى أن عددهنّ يراوح دوماً بين خمسين سجينة وسبعين.

أحمد محسن
الأخبار
عدد الاثنين ١١ أيار ٢٠٠٩

الجمعة، 1 مايو 2009

Daily Star: New children's books teach lessons about respecting domestic workers

BEIRUT: A series of children's books launched in Lebanon to coincide with Labor Day aims to sensitize the population to the estimated 200,000 foreign domestic workers often ignored and even abused in the country.
The Arabic-language series, "Mimi and her Magic Globe," takes young readers on a journey to the Philippines, Sri Lanka and Ethiopia, home to most of the foreign laborers employed in Lebanon.

"This is part of a national campaign to raise awareness," said Nada Nashef, regional director of the International Labor Organization (ILO), which partly funded the book project.
The series will target schools as well as public and private institutions to encourage more tolerance and respect of foreign workers who are an essential component of the labor force in Lebanon but are given few basic rights.

"I wanted through these books to teach children that these women who care for them are not simply maids but also come from countries with a culture and a history," said Leila Zahed, who authored the series. "These maids adapt to our culture here, but no one asks them where they come from ... And that is not to speak of the mistreatment many are subjected to in some households."

Each book is illustrated with drawings, maps, charts as well as cultural tidbits about the country concerned and basic words in the local dialect.

In Ethiopia, for example, Mimi learns that coffee beans were discovered there while in the Philippines she visits rice fields and feasts on shrimp. In Sri Lanka, she rides elephants and learns about the country's history as a major tea producer.

Nadim Houry, of Human Rights Watch in Beirut, welcomed the initiative but stressed that much more needed to be done to raise public awareness on the issue.
He noted that 90 percent of foreign domestic workers in Lebanon are subject to mistreatment ranging from having their passports or salaries withheld to being required to work seven days a week.

In 2008, 90 foreign workers employed in Lebanese households died and their bodies were repatriated, according to a Human Rights Watch report, at a rate of approximately one death a week.
Suicide accounted for 40 of these deaths and falling from high floors for 24 others.
Most of the victims were from Ethiopia.
"Of all the workers I interviewed in hospital beds, most said they were not attempting to commit suicide," Houry told AFP. "They were trying to run away because they had been locked up in the house."
In 2006, Ethiopia and the Philippines banned their nationals from traveling to Lebanon following Israel's devastating war on the country that summer and in light of stories of abuse.
But there are signs, albeit small, that the Lebanese state and society are waking up to the problem.
The government this year issued a decree that requires employers to abide by a set of rules including paying workers their salary in full at the end of each month and giving them one day off a week.

Several events are also planned this weekend for Labor Day, including a food tasting festival, concerts and a photo exhibit.
Zahed said she realizes that her initiative is but a drop in the bucket but hoped that nonetheless it will make a difference.

"If the children who read 'Mimi' learn to at least say 'thank you' to their maids who care for them on a daily basis, we are making headway," she said.
"A small word like 'thank you' in Tagalog, spoken in the Philippines, can make a big difference."
- AFP
Daily Star
Friday May 1, 2009