احتشد صحافيون أمس في مدينة سانت بولتن النمسوية لتغطية وقائع محاكمة النمسوي جوزيف فريتزل «وحش قضية زنى المحارم» الذي كان احتجز ابنته البكر إلزابيث في قبو منزله واغتصبها لمدة 24 سنة، منجباً منها سبعة أطفال لم ير 3 منهم نور الشمس طوال حياتهم، إلا بعد اكتشاف الجريمة في نيسان (أبريل) 2008.
ووسط إجراءات أمنية مشددة سيق فريتزل (73 سنة) الذي التزم الصمت وأخفى وجهه عن وسائل الإعلام خلف ملف أزرق مع ساعات الصباح الأولى إلى قاعة المحكمة، حيث وجهت لجنة من القضاة المختصين رسمياً ست تهم إليه تتمثل في زنى المحارم والاحتجاز والاغتصاب والاستغلال، إضافة الى القتل والاستعباد.
وعلى رغم اعترافه بارتكاب جريمة زنى المحارم والاحتجاز، إلا أنه لم يقر إلا جزئياً بتهمة اغتصاب ابنته واستغلالها، نافياً تهمة القتل والاستعباد. ومع رفض فريتزل الإجابة عن الدوافع التي حركته لارتكاب هذه الفظائع اكتفى محاميه رودلف ماير بالقول أن موكله في حال نفسية صعبة.
وتأتي تصريحات المحامي معاكسة لتشخيص الاطباء الذي رأوا أنه مسؤول قانوناً عن أفعاله.
وفي سياق متصل، قرّر القضاء النمسوي من منطلق مراعاة لمصلحة الضحايا – إجراء المحاكمة التي تستمر حتى نهاية الاسبوع الجاري بعيداً عن وسائل الإعلام.
وسيحصل المحلفون على افادة ابنته الشاهدة الرئيسة في القضية عبر شريط فيديو مصور يتوقع أن تستعرض فيه وعلى مدى 11 ساعة الفظائع التي ارتكبها والدها بحقها وحق أبنائها الذين أنجبتهم منه.
ويواجه القضاء النمسوي صعوبة في استصدار الحكم نظرا الى غياب نص قانوني خاص بتهمة الاستعباد، ويتوقع أن تصدر المحكمة حكماً بالسجن المؤبد على فريتزل بالنظر إلى التهم الأخرى الموجهة إليه، علماً ان قانون الجزاء النمسوي لا يبقي إلا على أقسى عقوبة ولا ينص على دمج العقوبات.
علياء الأتاسي، فيينا
الحياة
17-03-09
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق