لحظت ندوة "التربية المدنية بين النظرية والتطبيق" التي نظمتها "لجنة حقوق المرأة اللبنانية" أن التربية المدنية لا تجسد أقصى طموحاتنا وأمانينا وأن تعليمها لم يتحول الى خلق سلوكيات إيجابية لدى الطلاب وتحريرهم من الموروثات الطائفية والمذهبية والعشائرية، مما يحتم إعادة النظر في المناهج وتطويرها بما يعزز الإنتماء والإنصهار الوطني وإعداد المعلمين على طرق تدريس لا تكرس الانقسامات والعصبيات. عُقدت الندوة أمس في قصر الانيسكو بحضور رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء ليلى مليحة فياض والاستاذ الجامعي عصام سليمان والمديرة العامة السابقة لوزارة الشؤون الاجتماعية نعمت كنعان ورئيسة المجلس النسائي اللبناني أمان كبارة شعراني ورئيسة اللجنة ليندا مطر وجمعيات وفاعليات. بداية النشيد الوطني، فترحيب من وفاء مشورب مقلد التي أكدت أن التربية المدنية قضية وطنية إن من حيث دورها في نشر الثقافة الوطنية وتبيان مخاطر الشحن الطائفي والمذهبي والعمل على ترسيخ الانتماء للوطن، أو من حيث كونها من مقومات إعادة بناء الوطن والمواطن. وأشارت فياض الى أن المركز التربوي أنجز مناهج خاصة بمادة التربية ركزت على الالتزام بلبنان وطناً للحرية والديموقراطية والعدالة والوعي الوطني للتراث الروحي المتمثل بالديانات التوحيدية وصونه كنموذج للتفاعل والانفتاح الروحي والفكري. وأكدت أن المناهج توخت بناء مجتمع لبناني موحد متماسك، سيد، حر مستقل وتكوين المواطن المعتز بوطنه وهويته وانتمائه العربي بعيداً عن الفئوية الضيقة. وشددت فياض على أن المواطنية محور جوهري من محاور التربية المدنية وأن التربية المدنية كما هي اليوم لا تجسد أقصى طموحاتنا وأمانينا، مما يفرض علينا المباشرة بعملية تطوير جديدة لملف التربية المدنية لتتناسب المبادئ والمفاهيم مع الواقع والممارسة. ونوّه سليمان بأهمية كتاب التربية الموحد، مؤكداً أن المشكلة الأساسية في لبنان هي العصبيات الموروثة من عصبيات عشائرية وطائفية ومذهبية ومناطقية لا تزال تتحكم بسلوك المواطنين على اختلافهم. ولفت سليمان الى قلة عدد الديموقراطيين في لبنان والى غياب ثقافة الديموقراطية عن السواد الأعظم من الشعب. ودعا الى إعادة النظر بالكتاب في ضوء التجربة والبحث في إمكانية تطوير أداء المدرّسين لمادة التربية لاتباع منهج وطرق تدريس لا تكرس الانقسامات ولا تغذي العصبيات، وهذا أساسي ومهم على طريق بناء المواطنة عبر المدرسة
سارة مطر
شؤون لبنانية -- المستقبل
18-02-2009
العدد: 3223
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق